التاريخ : 2018-08-14
الرمثا.. مغامرة جريئة تحتاج التشخيص
الميدان - عودة الدولة
ربما لم تكن خسارة الرمثا أمام مضيفه النجم الساحلي التونسي 1-3 في البطولة العربية لكرة القدم بالسيئة جداً ولكنها بالوقت ذاته قد لا تكون إيجابية. أين أخطاً الفريق، وأين أصاب؟، بالتأكيد نقاط تستحق التوقف على طاولة الكادر التدريبي ويجب على سفير الكرة الأردنية علاجها قبل محطة الاياب 28 أيلول القادم. في مشهد المقدمة، يجب الإشارة إلى أن الرمثا عانى من أزمة مالية خانقة وقد أظهر التقرير أثناء انتخابات مجلس الادارة منتصف الشهر الماضي عجزاً بلغ مليون وثلاثمائة ألف دينار، الأمر الذي كبل أيدي النادي عن إبرام الصفقات، لا بل أن كتاب التحضيرات شهد تقطعات ضمن كوادر تدريبية مختلفة، والرجل الذي يتولى الأمور الفنية الآن العائد على طائرة الليلة الماضية، الأسم الثالث قبل أن يبدأ الموسم 2018-2019 وهو أحد الأرقام القياسية أن يقود فريق ما ثلاثة مدربين قبل صافرة الانطلاق. بعيداً عن كل ذلك، دخل "الغزلان" معمعة "سوسة" بمغامرة الوجوه الشابة وكأن سياسة الاحلال والتبديل حضرت بقوة بالكم وليس الكيفية، لذلك عندما أخذت الأمور محمل الجد، ظهر الارتباك على دقائق البداية ما جعل حالة الشرود الذهني العنوان الطاغي على ارتكاب بعض الأخطاء، ليتواجد الساحلي بكثافة داخل المنطقة الخطرة وغابت الرقابة الحقيقية فكانت ثلاثية بدقائق مزعجة على فترات أشد إزعاجاً تمثلت في بداية الشوط الأول ونهايته ثم انطلاقة الحصة الثانية، قبل أن يسجل الرمثا هدف البقاء على قيد الحياة حتى إشعار آخر، ويبدو أنه لم يتحضر لمثل تلك الظروف وكان على الأقل العلم بتفاصيلها أمام كوكبة تونسية فيها عديد الأعمدة الدسمة، ومع ظهور بعض السلبيات، فإن التحرر الرمثاوي في الزفير الأخير يمنح أنصاره مساحة التفاؤل على أرض الواقع ويحسب لـ غزلان الشمال إعادة تصنيع الأسلحة الجديدة لرفد الفريق ووضع مداميك العمل إن سارت الأمور بخطة واضحة المعالم. على صعيد الأسماء، وفي ظل غياب عناصر الخبرة، لم يجازف الجهاز الفني بحكاية المراكز داخل الملعب، فأبقى صمام الأمان عامر ابو هضيب في المنطقة الخلفية ذلك ان الفريق لا يستطيع فتح مساحات اللعب خوفاً من العواقب، فيما أجتهد سائد الخزاعلة بالمناورات وارسال الكرات، وتألق خالد الدردور بالمتابعات، كما أن الأنظار تسلطت على "شرارة" الأحداث محمد ابو زريق الأبرز في التوغلات وصاحب البصمات الجريئة أمام الدفاعات التونسية مع أنه حديث العهد داخل جدران الفريق الأول، إلا أن الشعور الداخلي لمن شاهده يؤكد ولادة نجم قادم يستبشر به الرفاق لتعويض "العتاقى". بالمجمل العام، على الرمثا طي الصفحة التونسية وأمامه الوقت الكافي لتضميد الجراح واسترجاع بوصلة المنافسة في بطولة لها حساباتها المالية قبل الفنية، وبالتالي من الواجب التحضير المثالي أكثر وبذل الجهد ورفع سقف الطموحات والتأهب. آخر اللمحات يسردها المدير الفني اسلام ذيابات الخبير بالشؤون الخارجية بقوله: توقعت أن تكون مواجهة قوية أمام فريق قوي ومعروف، وخبرة التونسيين تفوق اعمار لاعبي الرمثا وننتظر الشوط الثاني في الأردن وقدر الله وما شاء فعل. لا بل أن ذيابات لم يغلق الباب وغازل فريقه لرفع المعنويات قبل سكة الحسم، واستطرد في هذا الشأن "هناك لاعبين جدد يشاركون للمرة الاولى؛ نعم خسرنا مباراة لكننا كسبنا عناصر مبشرة ولاحظنا ان نجوم تونس ممن ظهروا بكأس العالم واجهوا أوراق تظهر لدينا للمرة الأولى". خلاصة المعطيات، مغامرة جريئة قدمها ذيابات ولن ينكر أحد أن دفتره مليء بالملاحظات، وعليه دراسة الأحداث بعناية وإعادة شريط المباراة بكل هجمة لمنع تكرار هفوات بعضها تقديرية وأخرى عدم جاهزية، ويبقى الرمثا أحد الأرقام الصعبة مهما كانت العوائق..وتبدو الحالة بحاجة لكتابة التشخيص.
عدد المشاهدات : [ 11910 ]